بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله وصحبه ومن والاه ، و بعد؛
كان الشيخ الفرضي عبد الصمد الكاتب رحمه الله علما من أعلام أهل السنة في هذا العصر، وقد كان محبا للعلم وأهله ، تتلمذ على يد العلماء الكبار كما تتلمذ على يده نبذة من العلماء الأجلاء ، فقد كان رحمه الله شديد الحرص على تعلم العلم و تعليمه ، ولعلي أذكر لكم موقفا يبين مدى حرصه رحمه الله على دروسه في المسجد النبوي ، وقد حكاها لي فضيلة الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله بنفسه - وهو من طلاب الشيخ وصاحب هذا الموقف:
كان الشيخ الفرضي عبد الصمد الكاتب رحمه الله علما من أعلام أهل السنة في هذا العصر، وقد كان محبا للعلم وأهله ، تتلمذ على يد العلماء الكبار كما تتلمذ على يده نبذة من العلماء الأجلاء ، فقد كان رحمه الله شديد الحرص على تعلم العلم و تعليمه ، ولعلي أذكر لكم موقفا يبين مدى حرصه رحمه الله على دروسه في المسجد النبوي ، وقد حكاها لي فضيلة الشيخ فلاح إسماعيل مندكار حفظه الله بنفسه - وهو من طلاب الشيخ وصاحب هذا الموقف:
توفي أحد أبناء الشيخ عبد الصمد الكاتب رحمه الله يوم درسه في المسجد النبوي ، و كان الدفن بعد صلاة العصر ، وقد كان الشيخ فلاح من طلابه آنذاك ، فبعد أن شارك في الجنازة قام الشيخ فلاح بإخبار زملائه عن اعتذار الشيخ لدرس ذلك اليوم، وذلك ظنا منه أن الشيخ لعله يقضي يومه مع أهله و أبنائه لوفاة ابنه ولا يحضر الدرس كعادة الناس ، وهو في الحقيقة لم يسأل الشيخ عن الإعتذار ،،
وتم أداء صلاة المغرب في المسجد النبوي ، فإذا بالشيخ قد أتى للدرس كعادته ، فاستغرب الشيخ فلاح - كيف حضر الشيخ وقد دفن ابنه قبيل المغرب ؟! .
... وأما الشيخ فقد استغرب من عدم وجود الطلبة وسأل مستغربا : أين الطلبة ، لماذا لم يحضروا الدرس؟!. ، فقال الشيخ فلاح : يا شيخنا ،… أنا السبب ، أنا أخبرتهم بأنه ما عندنا درس اليوم، ظنا مني أنك لا تحضر لوفاة ابنك ، فقال الشيخ رحمه الله مبتسما : الله يهديك ،،، لقد دفنت تسعة من أولادي بيدي هاتين ، وكل مرة .. كان الدفن هناك والدرس هنا .... ، ولم يمنع أحدهما من الآخر ، وانصرف الشيخ رحمه الله إلى حيث يلقي الدرس لإلقاء درسه ....
سبحان الله !...
رحمه الله رحمة واسعة ، ألا ترى شدة حرصه رحمه الله في نشر العلم ، فقد كان مكانة العلم لديه أعلى من نفسه ، جزاه الله عن الأمة الإسلامية خيرا ...
وأخبرني ابنه الشيخ عبد اللطيف بن عبد الصمد الكاتب حفظه الله مبينا مدى حرص والده في نشر العلم فقال: - وهذا نص كلامه - 'وبخصوص حرص الوالد في التعلم و التعليم بفضل الله عز وجل ومنه وكرمه أنه كان عنده درس بعد الفجر ، و درس بعد الظهر ، ودرس بعد العصر، وكان عنده درس بعد المغرب في الحرم، ثم أوقف هذا الدرس الذي في الحرم وجعله لأبنائه وبناته ، فكان هناك درس لأبنائه من بعد صلاة المغرب إلى العشاء ، يجمع جميع الأبناء بلا استثناء والزوجات ، ثلاثة أيام في القرآن الكريم وثلاثة أيام في الحديث النبوي ويوم في السيرة النبوية ، فكان يأتي الحديث يشرحها و يأتي بعض الآيات ويشرحها شرح ، وكان اهتمام الوالد في التعليم تعليم الناس توحيد الله عز وجل ، فكان كلامه الدائم وحرصه الشديد على تعلم و تعليم التوحيد ، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في دار كرامته ، يا رب ... ' ، انتهى كلامه حفظه الله...
رجال حلف الزمان ليأتين بمثلهم *** حنثت يمينك يازمان فكفري
قال الإمام أحمد رحمه الله : " الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصّرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه ".
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء " ، جمعنا الله وإياهم في الفردوس الأعلى ...
كتبه : عبد الرحمن عبد اللطيف محمد