Wednesday, August 16, 2017

’د. وليد العلي‘ رحمه الله ... رسالة إلى الدعاة وطلبة العلم...

     
بقلم : عبد الرحمن عبد اللطيف
طالب الدراسات العليا بجامعة الكويت.          

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛  

   إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا
 وإنا بفراقهم لمحزونون، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا شك أن فراق الشيخين وليد العلي وفهد الحسيني صدمة في قلب الكويت،وما رأيت أحدا إلا ويثني عليهم ويذكرهم بالخير، قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّما مُسلِمٍ شَهِدَ لَهُ أربعةٌ بخيرٍ، أدخلَهُ اللَّهُ الجنَّة، قالَ: فقُلنا: وثلاثةٌ؟ قالَ: وثلاثةٌ. قالَ: فقلنا: واثنانِ؟ قالَ: واثنان. ثمَّ لم نسألهُ عنِ الواحدِ" – (رواه البخاري)  

فكيف بالمئات والآلاف ؟!.. فهنيئا لك ولصاحبك يا أبا عبد الله...!!!        

نسأل الله أن يتقبلهم شهداء وأن يحشرهم في العليين،،،      

   الشيخ وليد العلي له مكانة خاصة في قلوب طلابه وإن كنا نذكر جميع أساتذتنا ومشايخنا في الكويت بالخير .. دينا .. وخلقا .. وتمسكا بالسنة، فكان رحمه الله بمثابة الوالد لأبنائه مربيا ومعلما ومرشدا، وكان يعتني بطلبة البعوث أكثر من غيرهم، فكان يحضر كل يوم السبت بعد المغرب في مصلى السكن الطلابي بالشويخ ليشرح لنا مؤلفات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ويوزع علينا الكتب والمنشورات، وإضافة إلى ذلك كان يختار المتفوقين منا ويزودنا بالتكلفة المالية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية لإقامة دورات علمية ونشر ما تعلمنا في أوطاننا، فما كان ينتهى من طاعة إلا وينصب نفسه في طاعة أخرى رحمه الله رحمة واسعة، وحياته كلها دورات علمية وتعلم وتعليم سواء كان داخل كلية الشريعة أو خارجها.      

وكان كثير الزيارة لطلابه ومحبيه الدعاة في بلدان مختلفة يتفقدهم ويزودهم بالخير ويشاركهم في الدعوة، وقد زار دعوة أهل الحديث في الهند عدة مرات، كما كان مشاركا معنا في دعوة الجالية الهندية بالكويت، فكان معينا لوالدي في دعوته محبا ومناصرا له في نشر كتاب الله وسنته ونشر توحيد الله تبارك وتعالى بين أبناء الجالية الهندية في الكويت.        
 
ولا شك أن فراقه رحمه الله يعطي عدة رسائل للدعاة، أهمها:    

1.    أهمية التوحد والتعاون في نشر التوحيد والسنة بعيدين عن النزاعات التي هاجت بدعوة أهل السنة في الآونة الأخيرة، فالانشغال بالعلم تعلما وتعليما هو أكبر رسالة تركها رحمه الله للدعاة... !، وكيف لا وقد بلغ انتشار البدع والشرك بين الأقليات المسلمة ذروته...!  

    
2.    أن الشهادات العلمية وسيلة وليست غاية، فالغاية هي مدى نفعها فردا ومجتمعا.

3.    
أن الداعي يجب أن يتخلق بالأخلاق السامية الرفيعة والتخلق بالرفق ضرورة دعوية.

والشيخ فهد الحسيني رحمه الله رأيناه منذ أن كنا طلاب المعهد الديني بقرطبة، وما عرفناه إلا بمشاهدته في مساجد قرطبة، مؤدب خلوق قليل الكلام وكثير الفعل، نسأل الله أن يتغمدهما بواسع رحمته، وأن يجزيهما عنا وعن المسلمين خير الجزاء، خرجوا في سبيل الله فختم الله لهم بحسن الخاتمة إن شاء الله... كما نرجوا الله أن يغفر للطالب عبد الله ديالوا أحد طلاب المعهد الديني بقرطبة الذي استشهد معهم في الحادث، وأن يرزقهم جميعا الفردوس الأعلى، فهو ولي ذلك والقادر عليه..  

قال تعالى : "وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" – (النساء: 100). 
   
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسلي فهو على ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة" – (رواه مسلم)، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله !..        


وقال صلى الله عليه و سلم : "يعطى الشهيد ست خصال، عند أول قطرة من دمه يكفر عنه كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر، ومن عذاب القبر ويحلى حلة الإيمان" – (رواه أحمد)        

 اللهم اغفر لهم وارفع درجتهم في المهديين واخلفهم في عقبهم في الغابرين واغفر لنا ولهم يارب العالمين وافسح لهم في قبرهم ونور لهم فيه.... اللهم آمين ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين...